فى أول يوم دراسى بعد الثورة، بدأت تظهر على الساحة التعليمية عدة مشكلات جديدة أثارها المعلمون، للمطالبة ببعض حقوقهم، ونسى الجميع المشكلات المزمنة للتعليم، مثل الكتب الدراسية والمصروفات والمدارس التى تحتاج إلى ترميم وغيرها من المشكلات التى طالما عانت منها العملية التعليمية فى مصر، خاصة بالمحافظات.
واليوم استقبلت محافظة الغربية أول أيام العام الدراسى الجديد 2011/2012 وسط أجواء ساخنة، حيث أضرب المئات من المدرسين عن العمل ورفضوا ممارسة أعمالهم داخل الفصول وطالب البعض منهم الطلاب بالانصراف من المدرسة لنهاية الأسبوع الجارى.
وشهدت مدرسة الإصلاح الابتدائية بطنطا إضراب عدد كبير من المدرسين عن العمل، ورفضوا دخول الفصول لاستقبال التلاميذ فى أول أيام الدراسة، مما أدى إلى تكدس التلاميذ داخل فناء المدرسة، وأدى إلى قيام أولياء الأمور بالتوجه إلى المدرسة لأخذ أبنائهم.
وحدثت بعض المشادات بين أولياء الأمور والمدرسين لتوقفهم عن العمل، والذين أكدوا لهم أن ذلك من أجل الطلاب.
كما أضرب المدرسون بمدرسة طنطا الصناعية النسيجية عن العمل، والبالغ عددهم 350 مدرساً وامتنعوا عن ممارسة أعمالهم وقاموا بالهتاف بإقالة وزير التربية والتعليم.
كما شهدت مدارس محلة مرحوم الإعدادية وخالد بن الوليد بطنطا والسادات الإعدادية بقطور ومدرسة قطور الحديثة والمحلة الصناعية الميكانيكية وندفا الابتدائية والزبير بن العوام وعدد من مدارس مدينة سمنود نفس إضرابات المدرسين.
أكد المدرسون أن مطالبهم تنحصر فى ضرورة إقالة وزير التربية والتعليم وتحسين الأحوال المادية للمدرسين وتجريم الدروس الخصوصية وصرف حافز الإثابة 200%
وأكدوا استمرارهم فى الإضراب عن العمل لمدة أسبوع حتى يوم السبت القادم، وهددوا بتنظيم مظاهرة مليونية أمام مجلس الوزراء فى حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.
وفى قنا، أضرب المدرسون 50 مدرسة، حيث نظمت بعض المدارس بالمحافظة إضراباً عن العمل مع تواجد المدرسين داخل المدارس، احتجاجاً على عدم تنفيذ مطالب المعلمين وتضامنا مع زملائهم من المعلمين المضربين بالقاهرة.
قام المعلمون بما يقرب من 50 مدرسة على مستوى المحافظة بمراكز "قفط ونقادة ودشنا والوقف" بالإضراب عن العمل، مع تواجدهم داخل المدارس وامتناعهم عن أداء عملهم بالمدارس، وذلك للمطالبة بحافز الـ200% بالإضافة إلى عدم اعتبار حافز مكافأة الامتحانات والكادر ضمن رصيد الحوافز، والارتباط الكامل بالمطالب الرئيسية للمعلمين بالقاهرة وجميع المحافظات.
من جانبه، نفى الخضرى على أحمد، وكيل وزارة التربية والتعليم، وجود إضراب من المدرسين على مستوى المحافظة، مؤكدا أنه ومحافظ قنا قاما بجولة بعدد من مدارس المحافظة، منها "مدرسة حسن العبادى" بمدينة الوقف والسيدة زينب والتحرير بمدينة قنا للاطمئنان على سير العملية التعليمية بالمحافظة، وأنهم أشرفوا على عملية تسليم الكتب للطلاب.
وعن أزمة مدرسة اللغات التجريبية بنجع حمادى، والتى واجهت أزمه من خلال عدم وجود فصول دراسية للطلبة فى المرحلة الابتدائية، قال "على" إنه قام بإصدار قرار بنقل موظفى الوحدة الحسابية بمدرسة الزراعة وتخصيص مكاتبهم للاستفادة منها كفصول للتلاميذ.
وفى نفس السياق، أعلنت معظم مدارس أسيوط إضرابها عن العمل اليوم بعد دعوة المدرسين للإضراب، خاصة بعد تصريحات وزير التربية، والتعليم التى وصفها المدرسون بالمعادية، والمتحدية لإرادة وطلبات المدرسين، والتى تصدرت طلباتهم حافز الإثابة الـ200%.
فوجئ أولياء الأمور صباح اليوم أثناء اصطحابهم لأبنائهم للمدارس بإضراب المعلمين عن العمل، وبدأ المعلمون اليوم طبيعيا وأدخلوا التلاميذ والطلاب فى الفصول ولكن دون دخول الفصول، أو القيام بتدريس الحصص، ولكن المدرسين فوجئوا ببعض ضباط الشرطة فى بعض المراكز قاموا بإنزال الطلاب والتلاميذ من الفصول وطلبوا منهم مغادرة الفصول وطلبوا من أولياء الأمور اصطحاب أبنائهم، وفى مدارس البدارى حاول رئيس مجلس مدينة البدارى إثناءهم عن الإضراب فقالوا له "شوف نظافة البلد وبعدين تعالى كلمنا".
كما شهدت مدارس أبنوب، وديروط، ومدينة أسيوط وأبو تيج، وصدفا والقوصية إضرابا عن العمل.
وفى مدرسة الخياط الثانوية بمدينة أسيوط، أضرب المدرسون عن دخول الفصول وجلسوا فى فناء المدرسة رافضين دخول الفصول لحين الاستجابة لمطالبهم.
وقال عبد الرحمن فوزى، رئيس ائتلاف معلمى أسيوط وأحد مدرسى مدرسة الخياط الثانوية بنات، إن الوزير يتجاهل مطالب المعلمين، بل يستحقرون من شأنهم، مطالبا باستعادة كرامة المعلم وتطبيق حافز الـ200% طبقا للقرار رقم 51 لسنة 2011 والذى ينص على صرف الحافز لجميع العاملين بالدولة دون استثناء وعودة الترقيات التى توقفت منذ عشر سنوات وإقالة وزير التربية والتعليم لما ظهر منه من سوء معاملة للمعلمين والاستهزاء بهم وتطهير إدارة أسيوط التعليمية والمديرية من الفاسدين.
وطالب عمرو فوزى، عضو اللجنة النقابية للمعلمين عن قسم ثان أسيوط ومدرس بمدرسة الإمام على، بسرعة عودة الترقيات مرة أخرى، حيث لم يتم الترقية، رغم تعدى المدد المحددة للدرجات وصرف حافز الماجستير للمعلم المساعد وتعيينهم بدون شروط، أسوة بمحافظة سوهاج واختيار مدير المدرسة بالانتخاب مثل الجامعة.
وفى سياق متصل، حاولت إدارة مدرسة الخياط الثانوية بنات منع محمود العسيرى مراسل الجمهورية وإيهاب عمر مراسل روزاليوسف من الدخول إلى المعتصمين وقاموا بالاتصال بوكيل الوزارة، والذى أعطى لهم تعليمات بعدم دخول الإعلام للمدرسة، بل قامت مديرة المدرسة بعد أن تركا المدرسة بالاتصال بنائب مأمور قسم أول لتحرير محضر تتهمهما فيه بأنهما تهجما على المدرسة على غير الحقيقة، وهو ما دعا المعتصمين إلى تكذيب المديرة أمام نائب المأمور، بل طلبوا الحماية لهم من بطش الإدارة وقدموا له مذكرة بمطالبهم، مؤكدين له أن إدارة المدرسة دخول الصحفيين لأداء عملهم، فيما غاب المحافظ ووكيل الوزارة عن الجولة المقررة صباح أول أيام، وهو ما اعتبره المعلمون هروبا من مواجهة المشكلة، وسادت حالة من الذعر والخوف بسبب غياب المدرسين عن الفصول، وهو ما تسبب فى فوضى ومشاجرات بين الطلاب فى ظل غياب الرقابة.
كما شهدت مدارس إدارة أبنوب التعليمية إضرابا فى عدد كبير من المدارس، منها مدرسة الناصرية ومدرسة أحمد حسن جعفر ومدرسة المعابدة الصباحية، وفى عدد من المدارس الثانوية والتجارية والفنية وهدد المدرسون باستمرار الإضراب فى حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.
وفى محافظة الإسكندرية، يبدأ العام الدراسى الجديد وسط حالة من الارتباك لتستقبل 1877 مدرسة ما يقرب من 100 ألف طالب وطالبة على مستوى الإدارات التعليمية الست فى مختلف مراحل التعليم الأساسى، حيث شهدت المدارس حالة من الارتباك بسبب تأخر الإعلان عن التنسيق، خاصة رياض الأطفال، وكذلك الطلاب المنقولين من مرحلة لأخرى، نظرا لتغيب محمود العريمى وكيل وزارة التربية والتعليم الجديد بالإسكندرية، والذى أتى خلفاً لسعيد عمارة قبل بدء العام الدراسى بأسبوع واحد، لخوضه دورة تدريبية مدتها 20 يوماً تابعة لوزارة التربية والتعليم بالقاهرة.
وفى الوقت الذى قام فيه الدكتور أسامة الفولى – محافظ الإسكندرية ـ بزيارة مدرستى حمدى عاشور الإعدادية ومصطفى مشرفة الابتدائية بإدارة المنتزه التعليمية، كانت الإدارة قد سجلت أعلى معدلات النجاح فى إضراب المعلمين الذى شمل كافة الإدارات التعليمية، خاصة إدارة المنتزه وإدارة شرق وإدارة غرب التعليمية.
أكد محمد مبروك – أمين عام ائتلاف معلمى المنتزة –أن الإضراب بدأ فى عدد كبير من مدارس إدارة المنتزه ذات الكثافة الطلابية والمدرسية المرتفعة، حيث بدأ الإضراب فى مدرسة الرأس السوداء الثانوية الصناعية بنين، ومدرسة طارق بن زياد الإعدادية بنين، مؤكدا أن الإضراب قد شمل كافة الإدارات الست، إلا أنه أشار إلى أن الإضراب قد خفت حدته فى المرحلة الابتدائية وارتفعت فى الإعدادية والثانوية.
من جانبه، نفى سمير النيلى – مدير الشئون التنفيذية بمديرية التربية والتعليم – وجود منشور رسمى من المديرية بالإسكندرية بإغلاق بعض المدارس الإعدادية لمواجهة إضراب المعلمين، مؤكدا أنه تقرر اليوم بدء العام الدراسى الجديد بشكل طبيعى فى كافة المدارس التى تعمل بنظام الفترتين، على أن تبدأ المدارس التى تعمل بنظام الفترة الواحدة يوم الأحد.
وبرر النيلى تأجيل بدء العام الدراسى فى بعض المدارس الإعدادية للصف الثانى والثالث، والسماح للصف الأول الإعدادى فقط، على أنه إجراء طبيعى يحدث مع الطلاب المستجدين لتسكينهم فى أماكنهم فى اليوم الأول وتأجيل الصف الثانى والثالث إلى اليوم التالى لعدم حدوث ارتباك داخل المدرسة.
كما أكد النيلى على تأمين الجهاز الشرطى للمدارس تأمينا جيدا من خلال دوريات مخصصة للمدارس، مصاحبة لتواجد الجيش والشرطة العسكرية ولكن بشكل أقل كثافة من العام الدراسى الماضى، نظراً لتزايد التواجد الشرطة من مديرية أمن الإسكندرية على المدارس بالإسكندرية.
كما سادت حالة من الارتباك فى جميع مدارس محافظة المنيا، بسبب الدعوة للإضراب العام اليوم مما أوجد انقساما بين المعلمين، حيث رفض معلمو القرى الامتثال إلى دعوة الإضراب، مؤكدين أن مصلحة الطالب أولا قبل المطالب الشخصية، وأضافوا أن مطالبنا يمكننا التعبير عنها بأى وسيلة لا تضر بمصلحة التلاميذ، بينما امتثل بعض المعلمين فى مدارس كثيرة بالمحافظة إلى دعوة الإضراب ورفضوا دخول الفصول.
وأكد محمود وهدان، وكيل وزارة التربية والتعليم، أن المديرية ملتزمة بتعليمات الوزير وأنه فى حالة إضراب البعض ورفضهم دخول الفصول تتحول الحصة إلى أنشطة مدرسية سواء رياضية أو فنية أو ثقافية، مطالباً جميع المعلمين بالنظر إلى الظروف التى تمر بها البلاد وتأجيل المطالب الفئوية حتى يعود الاقتصاد المصرى ويتماسك من جديد.
فى الوقت نفسه، شهدت بعض مدارس المحافظة ارتباكاً أثناء طابور الصباح، الذى خلا من تحية العلم أو الموسيقى أثناء تحرك التلاميذ إلى فصولهم، بينما تحولت بعض المدارس إلى يوم رياضى وتجمع للطلبة فى فناء المدرسة، بسبب إضراب أكثر من نصف المعلمين عن العمل.
من ناحية أخرى، ظهرت من جديد اللجان الشعبية التى كونها الشباب المنتمون إلى جميع التيارات والائتلافات لمواجهة البلطجية والانفلات الأمنى الذى تشهده بعض المدارس، خاصة المشتركة بين البنين والبنات، خاصة المدارس الفنية التى تشهد تحرشات خارجها كما قام الأمن بعمل دوريات على المدارس، خاصة النائية استجابة لمطالب مجالس الأمناء الذين أكدوا على ضرورة مواجهة الظواهر التى تحتاج إلى رقابة حقيقية، فالمشاجرات التى تقع يوما تحتاج إلى تواجد أمنى.
بينما أكد عدد من أولياء الأمور الذين اصطحبوا أبناءهم فى الصباح الباكر وتجمعوا أمام المدارس، أن حالة المدارس كانت تتطلب نظرة أكبر من ذلك، كما أن تكدس الفصول مازال عقبة أمام استيعاب الطلاب وقدرتهم على التحصيل، مطالبين المعلمين بالنظر إلى حالة أولياء الأمور الاقتصادية وطالبوهم بالعودة إلى العمل والتوقف عن الإضراب، كما شهدت بعض المدارس تواجداً كثيفاً من أولياء الأمور للمطالبة بإيجاد حلول للمدارس التى تم ضمها على مدارس أخرى، والتى تسببت فى زيادة تكدس التلاميذ إلى 60 طالباً، وطالبوا بتدخل سريع للمسئولين.
يذكر أن المديرية كانت استعدت لدخول العام الدراسى بدخول 29 مدرسة جديدة، إضافة إلى 2500 مدرسة استقبلت مليون طالب فى اليوم الأول للدراسة، إلى جانب اللجان المرورية على المدارس، والتى تضم مديرى الإدارات وموجهى العموم.
من ناحية أخرى، قام اللواء سراج الدين الروبى، محافظ المنيا، بجولة على مدارس مدينة المنيا، حيث قرر المحافظ خلال زيارته لمدرسة الثانوية الجديدة بنات، إعادة تحية العلم بعد استبدال العلم القديم بآخر جديد، بعد ملاحظة وجود بعض الأتربة عليه، وشدد المحافظ على وكيل مديرية التربية والتعليم بضرورة استبدال كافة الأعلام القديمة من فوق المدارس بأعلام جديدة، لما يمثل هذا العلم من رمز وهيبة للدولة، جاء ذلك خلال الجولة التى قام بها المحافظ على مدارس مدينة المنيا.
كما شدد المحافظ على ضرورة الانتهاء خلال اليوم الأول من تسليم كافة الكتب المدرسية للطلاب دون الربط بين تسليمها ودفع المصروفات والعمل على انتظام العملية التعليمية وتسجيل غياب الطلاب ووضع جداول الحصص وكشوف أسماء الطلاب بكل فصل وكلف المحافظ مديرى الإدارات التعليمية بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة بوضع خطة لممارسة الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية والاهتمام بالألعاب الفردية وألعاب القوى وتقديم تقارير عن العناصر الموهوبة والنابغين منهم لتقديم كافة أشكال الرعاية والدعم لهم.
كما أشار المحافظ إلى أنه سيتم رصد جائزة مالية بحد أدنى 5 آلاف جنيه لأفضل مدرسة على مستوى المحافظة من حيث مستوى النظافة، إضافة إلى ألف جنيه لكل مدرسة على مستوى كل إدارة تعليمية، مشيرا إلى أن الجولات المفاجئة للمدارس مستمرة لاكتشاف أى خلل فورا وسيتم العمل بمبدأ الثواب والعقاب مع كل مسئول طبقا لدرجة إنجازه.
وفى محافظة جنوب سيناء، نظم مئات المدرسين إضرابا عاما عن العمل، وقاموا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام ديوان عام مديرية التربية والتعليم، ورفض مدرسو مدرسة نجيب محفوظ، التى تعمل الدراسة بها اليوم السبت، لأنها فترتان، دخول الفصول وقاموا بالتوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف، ثم توجهوا إلى ديوان المديرية بعد أن رفضوا دخول الفصول، احتجاجا على عدم صرف حافز الإثابة كاملا مثل باقى المديريات الخدمية واحتساب مكافأة الامتحانات ضمن نسبة حافز الـ200%، وقد انضم إليهم مئات المعلمين وأكدوا أن غدا الأحد لن يدخل المدرسون الفصول وسيقومون بالتوقيع فى الدفاتر فقط، حتى يتم الإستجابة لطلباتهم ورود شعارات "عاوزين وزير مننا عايش مشاكلنا وهمنا".
فى أول يوم دراسى بمحافظة البحر الأحمر، انتظم طلاب المعاهد الأزهرية، فى 34 معهداً ما بين ابتدائى وإعدادى وثانوى، تضم 3800 طالب، بينما ينتظم أطفال الروضة فى فصول رياض الأطفال بعد أسبوعين.
وقام الشيخ عبد الجليل يونس حسن، مدير عام الامتحانات، بجولة ميدانية بين معاهد الغردقة لتفقدها والاطمئنان على انتظام الطلاب والمدرسين والتزامهم فى اليوم الأول، وذلك نظراً لغياب مدير عام المنطقة الشيخ أحمد توفيق لسفره إلى إسنا لتشييع جثمان شقيقه الذى توفى صباح اليوم.
وفى نفس السياق، لم تشهد المعاهد الأزهرية أى تكدثات نظرا لإنشاء فصول جديدة بأغلب المعاهد، خاصة فى المرحلة الابتدائية، بينما يتم صرف 3 جنيهات يوميا (مصروف جيب) لطلاب المعاهد الأزهرية فى الشلاتين وحلايب وأبو رماد جنوب المحافظة.
وقام أولياء أمور تلاميذ المرحلة الابتدائية باصطحاب أبنائهم حتى دخولهم إلى فناء المعاهد، وظلوا ينتظرونهم حتى انتهاء طابور الصباح وانصرافهم إلى فصولهم.
نتيجة امتحانات 2011 Headline Animator
إظهار الرسائل ذات التسميات بداية العام الدراسى 2011 2012. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات بداية العام الدراسى 2011 2012. إظهار كافة الرسائل
السبت، 17 سبتمبر 2011
سنة أولى بعد الثورة.. التعليم يحتــاج إلــى ثـــورة ..تكدس الفصول.. وتأخر الكتاب.. والخوف من إضراب المعلمين ..ارتفاع الكثافة بمدارس القاهرة والجيزة.. و«مركز التعليم»: سياسة جمال الدين قديمة
اليوم يبدأ دخول 17 مليون تلميذ فى مراحل التعليم المختلفة المدارس، فى أول عام دراسى بعد ثورة 25 يناير، ينقسمون بين مدارس حكومية وتجريبية وخاصة وأجنبية.. يبدأ العام الدراسى ومصر تجتاز مرحلة مهمة من تاريخها، وعلى «التعليم» تقويم كل تفاصيل بناء المستقبل، فهؤلاء التلاميذ يشكلون المستقبل كله، وعليهم تقوم فكرة بناء مصر الحديثة، لكن المشكلة أن المدارس فى مصر والتعليم هما أكثر ما يعانى من تأثيرات النظام السابق، بعد سنوات من الإهمال شهدها التعليم، خاصة فى المدارس الحكومية، التى طالتها أيادى الإهمال والتجاهل، تكتظ الفصول وتتقلص الأحواش والملاعب، ويحتاج إصلاح التعليم إلى مليارات لا تتوفر أغلبها، فالمبانى وحدها تحتاج إلى 51 مليار جنيه لا يتوفر منها سوى مليارين.
الحكومة ووزارة التربية والتعليم يقولان إنهم استعدوا للعام الدراسى، فهل كان الاستعداد كاملا وفعليا؟. «اليوم السابع» تجولت فى المدارس الحكومية بالقاهرة، واكتشفت أن بعض المبانى تفتقد إلى أبسط إمكانات التعليم أو أنها غير صالحة بعد أن طالتها يد الإهمال، بعض المدارس تحاصره القمامة، والآخر بلا أبواب أو أسوار، والأخطر أن كثافة التلاميذ فى الفصل الواحد تتجاوز الـ100 فى الكثير من المدارس، وتصل إلى 140 تلميذا فى بعض مدارس القاهرة والمحافظات، بما يكشف عن خلل حقيقى فى الإمكانات.
هناك أيضا قضية المناهج والكتب الدراسية والخارجية والدروس الخصوصية التى تمثل عقبات تحتاج إلى الإزالة حتى يمكن الحديث عن تعليم حقيقى، وليس فقط كمالة عدد.
وإذا انتقلنا إلى أنواع التعليم نجد تعليما عاما وآخر خاصا بدرجات متفاوتة، وفى التعليم الخاص ليس الحال أفضل، فقد تزايدت شكاوى أولياء الأمور من قيام المدارس برفع المصروفات بأكثر من طريقة، فضلا عن تغيير ألوان الزى للكثير من المدارس بالتواطؤ مع صناع وتجار الأزياء المدرسية الذين يحتكرون إنتاج الزى ويفرضون أسعارا مضاعفة بلا رقابة من وزارتى التعليم والتموين.
هناك أيضا قضية أمن المدارس ومخاوف أولياء الأمور من أن يكون الانفلات الأمنى ذا تأثير على المدارس والطلاب، بالرغم من بيانات الحكومة المطمئنة، إلا أن حوادث النصف الثانى من العام الدراسى الماضى تثير القلق والمخاوف، كل هذا وغيره يشكل تحديات التعليم، ويحتاج إلى تدخل عاجل قريب وأيضا إلى أن يضع النظام القادم فى مصر فى اعتباره أن التعليم بصورته الحالية غير صالح ويحتاج إلى ثورة، تعيد بناء المستقبل الذى بدونه لا يمكن الحديث عن تقدم أو نهضة.
وزير التعليم يطلق إشارة العام الجديد من مدرسة المتفوقين ويحاول انتزاع فتائل الأزمات
يبدأ وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد جمال الدين موسى العام الدراسى الجديد بالتوجه صباح اليوم لمقر مدرسة المتفوقين فى العلوم والرياضيات بـ6 أكتوبر، لمتابعة سير العملية التعليمية بها، حيث تعد هى المدرسة الأولى من نوعها فى مصر، ويبدأ تشغيلها للعام الأول بقوة 150 طالبا فقط حصلوا فى الشهادة الإعدادية على مجموع يتجاوز الـ98 %، ويشرف على الإعداد الفنى للمدرسة الواقعة بالقرية الكونية بطريق الواحات الدكتور رأفت رضوان، مستشار الوزير والرئيس السابق لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار.
وتبدأ الدراسة اليوم فى نحو 47 ألف مدرسة تستوعب 17 مليون طالب وطالبة.. يقوم بالتدريس لهم مليون و700 ألف معلم، فيما انتهت «التعليم» من طبع 153 مليون كتاب مدرسى وإنشاء 4 آلاف و443 فصلا جديدا.
وعلى مستوى الأبنية التعليمية اعتمدت «التعليم» تشغيل 4 آلاف و443 فصلا جديدا مع بدء الدراسة، وهو عدد يبدو ضئيلا، خاصة مع حاجة التعليم قبل الجامعى فى مصر لـ 232 ألفا و575 فصلا جديدا خلال الـ 6 سنوات القادمة بتكلفة قيمتها 51 مليار دولار لم تحصل منها الوزارة خلال العام المالى الجارى إلا على 1.7 مليار جنيه.
طبع الكتب بدا المهمة الأصعب أمام «التربية والتعليم» هذا العام بسبب تأخر إجراء الممارسات المالية الخاصة بإسناد النسخ للمطابع، غير أن الوزارة قررت تعديل طريقة توزيع الكتب على المطابع، وأسندت لكل مطبعة نسخا تتناسب مع طاقتها الاستيعابية، وهو ما أنهى أزمة كادت تعصف بالعام الجديد، إذ تمكنت المطابع من طبع 145 مليون نسخة خلال 5 أشهر فقط، ويتبقى لها 8 ملايين نسخة ستصل المدارس خلال أسبوع.
«الترقيات» استحوذت أيضا على اهتمام مسؤولى «التعليم» قبل بدء الدراسة خشية أن يؤدى استمرار تأخرها إلى تذمر المعلمين، لذا تم فتح باب الترقيات لأول مرة منذ تطبيق الكادر فى 2008، وقسمت حركة الترقيات لـ 4 مراحل تستهدف نقل 600 ألف و666 معلما ومعلمة لدرجاتهم الوظيفية الأعلى بعد قضائهم ما بين 5 و 8 سنوات فى وظائفهم الحالية، حيث انتهت الوزارة من المرحلة الأولى وبدأت التسجيل لـ«الثانية» بالتوازى مع عقد أول امتحانين إلكترونيين للكادر، أحدهما للمعلمين المساعدين.
ويأتى تذمر المعلمين مدفوعا بعوامل أخرى تتعلق بقيمة حوافزهم، حيث يرفضون الصيغة الحالية للحوافز ويصرون على مطلبهم بعدم حساب مكافأة الامتحانات السنوية وبدل الكادر ضمن إجمالى الحوافز أو زيادتها عن القيم الـ3 التى قررتها الحكومة، وهى 25 % و50 % و75 %، واستجابة لتزايد غضب المدرسين قررت حركاتهم المستقلة الدعوة لتفعيل حملة «عام دراسى بلا معلمين»، والتى تقوم على الإضراب خلال الأسبوع الأول من الدراسة للضغط على الوزارة لتحقيق طلبهم، وترى قيادات حركات المعلمين أن «انتفاضة المعلم» أمام مجلس الوزراء السبت الماضى كانت «بروفة» ناجحة للإضراب، وأثبتت أن «زيادة الحوافز» تحولت لمطلب عام لشاغلى الوظائف التعليمية.
فى المقابل، تتعامل «التعليم» مع دعوة الإضراب باعتبارها «فاشلة مسبقاً»، وتستند فى ذلك إلى ما تسميه وعى المعلم وقناعته بأن التدريس رسالة لا يمكن تعطيلها بسبب المطالب المادية لأن نتيجتها ستكون ضرر الطلاب، فى الوقت نفسه يحاول وزير التعليم إقناع د. حازم الببلاوى، وزير المالية، بزيادة حوافز المعلمين علما بأن الأول كان قد طلب من الحكومة إقرار زيادة نسبتها 100 % فى بدل الاعتماد «المرحلة الثانية من الكادر».
تقرير سرى للوزارة يوصى بتشجيع القطاع الخاص على إنشاء المدارس
كشف تقرير سرى أعدته وزارة التربية والتعليم عن ارتفاع معدلات الكثافة داخل الفصول الواقعة بمدارس الإدارات التعليمية بمحافظة القاهرة بمرحلتى التعليم الإعدادى والابتدائى، حيث رصد التقرير ارتفاع كثافة الفصول بالمدارس الابتدائية بإدارة المرج التعليمية إلى 104 طلاب بالفصل، بزيادة 64 طالبًا عن الحد الأقصى الذى حددته الوزارة للفصل وهو 40 طالبًا، تليها المدارس الابتدائية بإدارة دار السلام والبساتين بواقع 78 طالبًا للفصل، ثم المطرية بـ66 طالبًا وتساويها فى الكثافة مدارس منشأة ناصر، ثم عين شمس بـ 64 طالبًا، ثم إدارة النزهة بـ55 طالبًا، وإدارة السلام بـ53 طالبًا، تليها شرق مدينة نصر بـ52 طالبًا، ثم الزاوية الحمراء بـ47 طالبًا، ثم إدارتا مصر القديمة وحدائق القبة بـ45 طالبًا، ثم حلوان وشبرا بـ44 طالبًا فإدارة الشرابية التعليمية بـ44 طالبًا للفصل.
وذكر التقرير أن الكثافة بمرحلة التعليم الأساسى «إعدادى وابتدائى» وصلت إلى 117 طالبًا بالفصل بمدارس إدارة دار السلام والبساتين، ثم إدارة المرج بـ88 طالبًا، ثم حلوان بـ77 طالبًا، ثم منشأة ناصر بـ57 طالبًا، ثم الوايلى التعليمية بـ52 طالبًا، ثم مدارس إدارة السلام بـ47 طالبًا، ثم إدارة الخليفة والمقطم بـ45 طالبًا ثم القاهرة الجديدة بـ42 طالبًا.
وأوصى التقرير بضرورة حل أزمة نقص الفصول بمحافظة القاهرة عبر اتخاذ الحكومة قرارات بتوسيع دور القطاع الخاص فى إنشاء المدارس وتسهيل شروط البناء بالتوازى مع عمل الدولة على تخصيص مساحات أكبر من الأراضى لهيئة الأبنية التعليمية، وأكد التقرير نقص الاعتمادات المالية المخصصة لبناء المدارس.
وتعليقًا على ذلك وصف الدكتور فاروق إسماعيل الخبير التعليمى والرئيس السابق للجنة التعليم بمجلس الشورى ارتفاع نسب الكثافة فى مدارس القاهرة بـ «ناقوس خطر»، قائلاً «بهذه الأعداد من المستحيل توفير تعليم حكومى جيد».
وفى إطار لاستعدادات المدارس لاستقبال العام الدراسى، كشف عبدالحفيظ طايل مدير المركز المصرى للحق فى التعليم أن مشكلة ارتفاع الكثافة الطلابية فى مدارس السلام من المشكلات المزمنة فى إدارة السلام التعليمية، وتصل إلى 80 طالبـًا فى فصل واحد بمدرسة سوزان مبارك الإعدادية بالنهضة، وتعمل فترتين، إضافة إلى انتشار مستويين من المدارس الخاصة التى تستعد للعام الدراسى شكليّا بدهان المدارس أو إصلاح الدسكات أو استبدالها لكن تبقى المشكلات التعليمية الجوهرية قائمة.
وعلى صعيد متصل لم تختلف آراء الأهالى عن حديث طايل، وإنما أضيفت إليها مشكلات تراكمات القمامة والصرف الصحى وانتشار البلاعات أمام المدارس، الأوضاع المتردية لمدارس السلام والنهضة واسبيكو وتراكمات تلال القمامة التى تحاصرها وأكشاك الكهرباء التى تتصدر بوابات المدارس، إضافة إلى إلقاء بعض الحيوانات النافقة أمام إحدى المدارس.
ومن جانبهم أكد أهالى المنطقة المحيطة بمدرسة الطليعة بالسيدة زينب أن طلاب المدرسة يعانون من مشاكل كثيرة تعرقل قدرتهم على استيعاب المواد الدراسية وعلى رأسها ملاصقة المدرسة لعدد من ورش النجارة.
مدارس الحكومة.. بلطجة وسرقة فى وضح النهار والمدرس يتحول إلى حارس أمن
شىء من الخوف سيطر على أولياء الأمور والطلاب والمعلمين أيضا فى أول أيام العام الدراسى الجديد فى ظل عدم انحسار حالة الانفلات الأمنى بشكل ملحوظ مع بدء الدراسة، وهو ما عزز مخاوف أولياء الأمور على أبنائهم الطلاب، وكذلك المعلمين من انتشار العنف فى المدارس.
«اليوم السابع» تجولت بين أروقة المدارس لرصد الحالة الأمنية مع بدء الدراسة، والبداية من «مدرسة حلمية الزيتون الثانوية بنات» التابعة للإدارة التعليمية بعين شمس حيث حاول مسؤول الأمن إبراهيم كامل التأكيد أن الأمن مستتب وعلى ما يرام على الرغم مما شهدته المنطقة المواجهة للمدرسة إثر تبادل الأعيرة النارية فى وضح النهار بين عائلتين، إحداهما من تجار المخدرات والأخرى تتاجر فى السلاح، مما أسفر عن وقوع قتيل من المارة.
عامل المدرسة المسؤول الوحيد عن الأمن أكد لنا عكس ما ذكره المسؤول الإدارى عن الأمن، وأضاف العامل المسؤول عن تأمين المدرسة فى الفترة الصباحية: «أنا لوحدى الموجود على البوابة والأسوار واطية زى ما أنت شايف يبقى أزاى هاخد بالى من تأمين البنات والمدرسة كلها فى الأيام دى؟! وياما طلبنا ناس تانية معانا دا غير زميلى برده اللى بيحرسها بالليل لوحده».
العامل أكد على سهولة تعرض المدرسة للانفلات الأمنى أو لحالات السرقة بعكس المدارس الخاصة المجاورة لهم، واستشهد بهجوم البلطجية لسرقة المدرسة التجريبية فى نفس المنطقة الخلفية لمدرسته فى شهر رمضان الماضى، مما أدى إلى سرقة 32 جهاز كمبيوتر من معاملها الخاصة.
حديث العامل قادنا إلى مدرسة «حلمية الزيتون التجريبية المتميزة – المستقبل 10» الوحيدة التجريبية فى عين شمس، التى علمنا بسرقتها، كما أوضح العامل، قالت سعاد الغايش مديرة المدرسة، بعدما حاولت إفهامنا فى البداية أن المدرسة مؤمنة تماما وليست هناك أى مشاكل أمنية: «إن عامل الأمن تغيب فى هذا اليوم عن المدرسة، مما أدى إلى تعرضها للسرقة والإخلال بأمنها من قبل البلطجية».
وكان اللافت أن المدرسة هدف للصوص بمحتوياتها لكونها تجريبية تبدأ المصاريف فيها من 1200 إلى 1600 جنيه فى العام حيث تعرضت لحالة سرقة فى وضح النهار وأمام عدسة «اليوم السابع» التى منعت من التصوير بعدما ألقى بعض الأساتذة فى المدرسة القبض على شاب كان يعتلى سور المدرسة غير المؤمن بالمرة محاولا الصعود إليها وبالكشف عن هويته من قبل شرطة حلمية الزيتون التى حضرت إلى المكان، تبين أنه عاطل وأراد النيل من أجهزة المدرسة.
وقالت الغايش: «إنه لو حدث هذا الموقف أثناء تواجد الطلاب فى المدرسة لتعرضت حياتهم للخطر من قبل هذا البلطجى»، وطلبت المديرة من الإدارة التعليمية أن تزودها بعدد كاف من أفراد الأمن نظرا لطبيعة عمل المدرسة وكثرة المعامل بها خاصة بعد تعرضها لأكثر من مرة لعمليات السرقة والبلطجة.
الأمر اختلف كثيرا فى المدارس الخاصة؟ نعم اختلف! ففى مدرسة «مودرن سكول الحلمية الخاصة. عربى. إنجليزى. إلمانى» يصادفك فى دخولها مكتب للأمن خاص بها مهمته تسجيل كل بياناتك وسؤالك عن سبب زيارتك بشكل حضارى، إضافة إلى تواجد أمنى شبه مكثف على مداخل المدرسة.
يقول محمد حسن المسؤول عن الأمن فى المدرسة لـ«اليوم السابع» إن مهمته هى حماية المدرسة وتأمينها جيدا خاصة فى هذه الفترة العصيبة، ومع بداية العام الدراسى الجديد حفاظا على أبنائنا الطلاب بعد حالات السرقة التى تعرضت لها المدارس والمنشآت فى الأيام الماضية، مؤكدا على ضرورة تأمين المدارس وعدم الإهمال خاصة فى المدارس الحكومية التى تتعرض للنهب والسرقة لسهولة دخولها وعدم التواجد الأمنى بها حال وجود الطلاب.
ومن عين شمس إلى مصر الجديدة، حيث الموطن الراقى والسابق للرئيس المخلوع وعائلته تجولت «اليوم السابع» حول مدارس مصر الجديدة.. فى مدخل كل بوابة يستوقفك رجل الأمن يرتدى زى شركات الأمن الخاصة ليسألك عن غرض الدخول والتحقق من شخصيتك وتسجيل كل البيانات.. هذا ما وجدناه فى مدارس «راهبات الأرمن الكاثوليك» التى يحفها سور مناسب الارتفاع تفصله بوابات ومداخل خاصة بأفراد الأمن لتدل الصورة من الخارج أن الوضع الأمنى فعلا على مايرام، وتقريبا هذا الحال فى غالبية المدارس الخاصة.
ريتا إلياس، مديرة المدرسة، وأمام عدسة «اليوم السابع» أكدت أن المدرسة بها ما يزيد عن 30 عاملا منهم حوالى 20 فردا مهمتهم الحفاظ على أمن المدرسة وتسجيل كل التحركات الأمنية فيها صباحا ومساء، وبسؤال أفراد الأمن عن الراتب الذى يتقاضونه مقابل خدمتهم أوضحوا أن راتبهم يبدأ من 900 جنيه إلى ألف و300 جنيه حسب شركة الكنانة التابعين لها.
الحكومة ووزارة التربية والتعليم يقولان إنهم استعدوا للعام الدراسى، فهل كان الاستعداد كاملا وفعليا؟. «اليوم السابع» تجولت فى المدارس الحكومية بالقاهرة، واكتشفت أن بعض المبانى تفتقد إلى أبسط إمكانات التعليم أو أنها غير صالحة بعد أن طالتها يد الإهمال، بعض المدارس تحاصره القمامة، والآخر بلا أبواب أو أسوار، والأخطر أن كثافة التلاميذ فى الفصل الواحد تتجاوز الـ100 فى الكثير من المدارس، وتصل إلى 140 تلميذا فى بعض مدارس القاهرة والمحافظات، بما يكشف عن خلل حقيقى فى الإمكانات.
هناك أيضا قضية المناهج والكتب الدراسية والخارجية والدروس الخصوصية التى تمثل عقبات تحتاج إلى الإزالة حتى يمكن الحديث عن تعليم حقيقى، وليس فقط كمالة عدد.
وإذا انتقلنا إلى أنواع التعليم نجد تعليما عاما وآخر خاصا بدرجات متفاوتة، وفى التعليم الخاص ليس الحال أفضل، فقد تزايدت شكاوى أولياء الأمور من قيام المدارس برفع المصروفات بأكثر من طريقة، فضلا عن تغيير ألوان الزى للكثير من المدارس بالتواطؤ مع صناع وتجار الأزياء المدرسية الذين يحتكرون إنتاج الزى ويفرضون أسعارا مضاعفة بلا رقابة من وزارتى التعليم والتموين.
هناك أيضا قضية أمن المدارس ومخاوف أولياء الأمور من أن يكون الانفلات الأمنى ذا تأثير على المدارس والطلاب، بالرغم من بيانات الحكومة المطمئنة، إلا أن حوادث النصف الثانى من العام الدراسى الماضى تثير القلق والمخاوف، كل هذا وغيره يشكل تحديات التعليم، ويحتاج إلى تدخل عاجل قريب وأيضا إلى أن يضع النظام القادم فى مصر فى اعتباره أن التعليم بصورته الحالية غير صالح ويحتاج إلى ثورة، تعيد بناء المستقبل الذى بدونه لا يمكن الحديث عن تقدم أو نهضة.
وزير التعليم يطلق إشارة العام الجديد من مدرسة المتفوقين ويحاول انتزاع فتائل الأزمات
يبدأ وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد جمال الدين موسى العام الدراسى الجديد بالتوجه صباح اليوم لمقر مدرسة المتفوقين فى العلوم والرياضيات بـ6 أكتوبر، لمتابعة سير العملية التعليمية بها، حيث تعد هى المدرسة الأولى من نوعها فى مصر، ويبدأ تشغيلها للعام الأول بقوة 150 طالبا فقط حصلوا فى الشهادة الإعدادية على مجموع يتجاوز الـ98 %، ويشرف على الإعداد الفنى للمدرسة الواقعة بالقرية الكونية بطريق الواحات الدكتور رأفت رضوان، مستشار الوزير والرئيس السابق لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار.
وتبدأ الدراسة اليوم فى نحو 47 ألف مدرسة تستوعب 17 مليون طالب وطالبة.. يقوم بالتدريس لهم مليون و700 ألف معلم، فيما انتهت «التعليم» من طبع 153 مليون كتاب مدرسى وإنشاء 4 آلاف و443 فصلا جديدا.
وعلى مستوى الأبنية التعليمية اعتمدت «التعليم» تشغيل 4 آلاف و443 فصلا جديدا مع بدء الدراسة، وهو عدد يبدو ضئيلا، خاصة مع حاجة التعليم قبل الجامعى فى مصر لـ 232 ألفا و575 فصلا جديدا خلال الـ 6 سنوات القادمة بتكلفة قيمتها 51 مليار دولار لم تحصل منها الوزارة خلال العام المالى الجارى إلا على 1.7 مليار جنيه.
طبع الكتب بدا المهمة الأصعب أمام «التربية والتعليم» هذا العام بسبب تأخر إجراء الممارسات المالية الخاصة بإسناد النسخ للمطابع، غير أن الوزارة قررت تعديل طريقة توزيع الكتب على المطابع، وأسندت لكل مطبعة نسخا تتناسب مع طاقتها الاستيعابية، وهو ما أنهى أزمة كادت تعصف بالعام الجديد، إذ تمكنت المطابع من طبع 145 مليون نسخة خلال 5 أشهر فقط، ويتبقى لها 8 ملايين نسخة ستصل المدارس خلال أسبوع.
«الترقيات» استحوذت أيضا على اهتمام مسؤولى «التعليم» قبل بدء الدراسة خشية أن يؤدى استمرار تأخرها إلى تذمر المعلمين، لذا تم فتح باب الترقيات لأول مرة منذ تطبيق الكادر فى 2008، وقسمت حركة الترقيات لـ 4 مراحل تستهدف نقل 600 ألف و666 معلما ومعلمة لدرجاتهم الوظيفية الأعلى بعد قضائهم ما بين 5 و 8 سنوات فى وظائفهم الحالية، حيث انتهت الوزارة من المرحلة الأولى وبدأت التسجيل لـ«الثانية» بالتوازى مع عقد أول امتحانين إلكترونيين للكادر، أحدهما للمعلمين المساعدين.
ويأتى تذمر المعلمين مدفوعا بعوامل أخرى تتعلق بقيمة حوافزهم، حيث يرفضون الصيغة الحالية للحوافز ويصرون على مطلبهم بعدم حساب مكافأة الامتحانات السنوية وبدل الكادر ضمن إجمالى الحوافز أو زيادتها عن القيم الـ3 التى قررتها الحكومة، وهى 25 % و50 % و75 %، واستجابة لتزايد غضب المدرسين قررت حركاتهم المستقلة الدعوة لتفعيل حملة «عام دراسى بلا معلمين»، والتى تقوم على الإضراب خلال الأسبوع الأول من الدراسة للضغط على الوزارة لتحقيق طلبهم، وترى قيادات حركات المعلمين أن «انتفاضة المعلم» أمام مجلس الوزراء السبت الماضى كانت «بروفة» ناجحة للإضراب، وأثبتت أن «زيادة الحوافز» تحولت لمطلب عام لشاغلى الوظائف التعليمية.
فى المقابل، تتعامل «التعليم» مع دعوة الإضراب باعتبارها «فاشلة مسبقاً»، وتستند فى ذلك إلى ما تسميه وعى المعلم وقناعته بأن التدريس رسالة لا يمكن تعطيلها بسبب المطالب المادية لأن نتيجتها ستكون ضرر الطلاب، فى الوقت نفسه يحاول وزير التعليم إقناع د. حازم الببلاوى، وزير المالية، بزيادة حوافز المعلمين علما بأن الأول كان قد طلب من الحكومة إقرار زيادة نسبتها 100 % فى بدل الاعتماد «المرحلة الثانية من الكادر».
تقرير سرى للوزارة يوصى بتشجيع القطاع الخاص على إنشاء المدارس
كشف تقرير سرى أعدته وزارة التربية والتعليم عن ارتفاع معدلات الكثافة داخل الفصول الواقعة بمدارس الإدارات التعليمية بمحافظة القاهرة بمرحلتى التعليم الإعدادى والابتدائى، حيث رصد التقرير ارتفاع كثافة الفصول بالمدارس الابتدائية بإدارة المرج التعليمية إلى 104 طلاب بالفصل، بزيادة 64 طالبًا عن الحد الأقصى الذى حددته الوزارة للفصل وهو 40 طالبًا، تليها المدارس الابتدائية بإدارة دار السلام والبساتين بواقع 78 طالبًا للفصل، ثم المطرية بـ66 طالبًا وتساويها فى الكثافة مدارس منشأة ناصر، ثم عين شمس بـ 64 طالبًا، ثم إدارة النزهة بـ55 طالبًا، وإدارة السلام بـ53 طالبًا، تليها شرق مدينة نصر بـ52 طالبًا، ثم الزاوية الحمراء بـ47 طالبًا، ثم إدارتا مصر القديمة وحدائق القبة بـ45 طالبًا، ثم حلوان وشبرا بـ44 طالبًا فإدارة الشرابية التعليمية بـ44 طالبًا للفصل.
وذكر التقرير أن الكثافة بمرحلة التعليم الأساسى «إعدادى وابتدائى» وصلت إلى 117 طالبًا بالفصل بمدارس إدارة دار السلام والبساتين، ثم إدارة المرج بـ88 طالبًا، ثم حلوان بـ77 طالبًا، ثم منشأة ناصر بـ57 طالبًا، ثم الوايلى التعليمية بـ52 طالبًا، ثم مدارس إدارة السلام بـ47 طالبًا، ثم إدارة الخليفة والمقطم بـ45 طالبًا ثم القاهرة الجديدة بـ42 طالبًا.
وأوصى التقرير بضرورة حل أزمة نقص الفصول بمحافظة القاهرة عبر اتخاذ الحكومة قرارات بتوسيع دور القطاع الخاص فى إنشاء المدارس وتسهيل شروط البناء بالتوازى مع عمل الدولة على تخصيص مساحات أكبر من الأراضى لهيئة الأبنية التعليمية، وأكد التقرير نقص الاعتمادات المالية المخصصة لبناء المدارس.
وتعليقًا على ذلك وصف الدكتور فاروق إسماعيل الخبير التعليمى والرئيس السابق للجنة التعليم بمجلس الشورى ارتفاع نسب الكثافة فى مدارس القاهرة بـ «ناقوس خطر»، قائلاً «بهذه الأعداد من المستحيل توفير تعليم حكومى جيد».
وفى إطار لاستعدادات المدارس لاستقبال العام الدراسى، كشف عبدالحفيظ طايل مدير المركز المصرى للحق فى التعليم أن مشكلة ارتفاع الكثافة الطلابية فى مدارس السلام من المشكلات المزمنة فى إدارة السلام التعليمية، وتصل إلى 80 طالبـًا فى فصل واحد بمدرسة سوزان مبارك الإعدادية بالنهضة، وتعمل فترتين، إضافة إلى انتشار مستويين من المدارس الخاصة التى تستعد للعام الدراسى شكليّا بدهان المدارس أو إصلاح الدسكات أو استبدالها لكن تبقى المشكلات التعليمية الجوهرية قائمة.
وعلى صعيد متصل لم تختلف آراء الأهالى عن حديث طايل، وإنما أضيفت إليها مشكلات تراكمات القمامة والصرف الصحى وانتشار البلاعات أمام المدارس، الأوضاع المتردية لمدارس السلام والنهضة واسبيكو وتراكمات تلال القمامة التى تحاصرها وأكشاك الكهرباء التى تتصدر بوابات المدارس، إضافة إلى إلقاء بعض الحيوانات النافقة أمام إحدى المدارس.
ومن جانبهم أكد أهالى المنطقة المحيطة بمدرسة الطليعة بالسيدة زينب أن طلاب المدرسة يعانون من مشاكل كثيرة تعرقل قدرتهم على استيعاب المواد الدراسية وعلى رأسها ملاصقة المدرسة لعدد من ورش النجارة.
مدارس الحكومة.. بلطجة وسرقة فى وضح النهار والمدرس يتحول إلى حارس أمن
شىء من الخوف سيطر على أولياء الأمور والطلاب والمعلمين أيضا فى أول أيام العام الدراسى الجديد فى ظل عدم انحسار حالة الانفلات الأمنى بشكل ملحوظ مع بدء الدراسة، وهو ما عزز مخاوف أولياء الأمور على أبنائهم الطلاب، وكذلك المعلمين من انتشار العنف فى المدارس.
«اليوم السابع» تجولت بين أروقة المدارس لرصد الحالة الأمنية مع بدء الدراسة، والبداية من «مدرسة حلمية الزيتون الثانوية بنات» التابعة للإدارة التعليمية بعين شمس حيث حاول مسؤول الأمن إبراهيم كامل التأكيد أن الأمن مستتب وعلى ما يرام على الرغم مما شهدته المنطقة المواجهة للمدرسة إثر تبادل الأعيرة النارية فى وضح النهار بين عائلتين، إحداهما من تجار المخدرات والأخرى تتاجر فى السلاح، مما أسفر عن وقوع قتيل من المارة.
عامل المدرسة المسؤول الوحيد عن الأمن أكد لنا عكس ما ذكره المسؤول الإدارى عن الأمن، وأضاف العامل المسؤول عن تأمين المدرسة فى الفترة الصباحية: «أنا لوحدى الموجود على البوابة والأسوار واطية زى ما أنت شايف يبقى أزاى هاخد بالى من تأمين البنات والمدرسة كلها فى الأيام دى؟! وياما طلبنا ناس تانية معانا دا غير زميلى برده اللى بيحرسها بالليل لوحده».
العامل أكد على سهولة تعرض المدرسة للانفلات الأمنى أو لحالات السرقة بعكس المدارس الخاصة المجاورة لهم، واستشهد بهجوم البلطجية لسرقة المدرسة التجريبية فى نفس المنطقة الخلفية لمدرسته فى شهر رمضان الماضى، مما أدى إلى سرقة 32 جهاز كمبيوتر من معاملها الخاصة.
حديث العامل قادنا إلى مدرسة «حلمية الزيتون التجريبية المتميزة – المستقبل 10» الوحيدة التجريبية فى عين شمس، التى علمنا بسرقتها، كما أوضح العامل، قالت سعاد الغايش مديرة المدرسة، بعدما حاولت إفهامنا فى البداية أن المدرسة مؤمنة تماما وليست هناك أى مشاكل أمنية: «إن عامل الأمن تغيب فى هذا اليوم عن المدرسة، مما أدى إلى تعرضها للسرقة والإخلال بأمنها من قبل البلطجية».
وكان اللافت أن المدرسة هدف للصوص بمحتوياتها لكونها تجريبية تبدأ المصاريف فيها من 1200 إلى 1600 جنيه فى العام حيث تعرضت لحالة سرقة فى وضح النهار وأمام عدسة «اليوم السابع» التى منعت من التصوير بعدما ألقى بعض الأساتذة فى المدرسة القبض على شاب كان يعتلى سور المدرسة غير المؤمن بالمرة محاولا الصعود إليها وبالكشف عن هويته من قبل شرطة حلمية الزيتون التى حضرت إلى المكان، تبين أنه عاطل وأراد النيل من أجهزة المدرسة.
وقالت الغايش: «إنه لو حدث هذا الموقف أثناء تواجد الطلاب فى المدرسة لتعرضت حياتهم للخطر من قبل هذا البلطجى»، وطلبت المديرة من الإدارة التعليمية أن تزودها بعدد كاف من أفراد الأمن نظرا لطبيعة عمل المدرسة وكثرة المعامل بها خاصة بعد تعرضها لأكثر من مرة لعمليات السرقة والبلطجة.
الأمر اختلف كثيرا فى المدارس الخاصة؟ نعم اختلف! ففى مدرسة «مودرن سكول الحلمية الخاصة. عربى. إنجليزى. إلمانى» يصادفك فى دخولها مكتب للأمن خاص بها مهمته تسجيل كل بياناتك وسؤالك عن سبب زيارتك بشكل حضارى، إضافة إلى تواجد أمنى شبه مكثف على مداخل المدرسة.
يقول محمد حسن المسؤول عن الأمن فى المدرسة لـ«اليوم السابع» إن مهمته هى حماية المدرسة وتأمينها جيدا خاصة فى هذه الفترة العصيبة، ومع بداية العام الدراسى الجديد حفاظا على أبنائنا الطلاب بعد حالات السرقة التى تعرضت لها المدارس والمنشآت فى الأيام الماضية، مؤكدا على ضرورة تأمين المدارس وعدم الإهمال خاصة فى المدارس الحكومية التى تتعرض للنهب والسرقة لسهولة دخولها وعدم التواجد الأمنى بها حال وجود الطلاب.
ومن عين شمس إلى مصر الجديدة، حيث الموطن الراقى والسابق للرئيس المخلوع وعائلته تجولت «اليوم السابع» حول مدارس مصر الجديدة.. فى مدخل كل بوابة يستوقفك رجل الأمن يرتدى زى شركات الأمن الخاصة ليسألك عن غرض الدخول والتحقق من شخصيتك وتسجيل كل البيانات.. هذا ما وجدناه فى مدارس «راهبات الأرمن الكاثوليك» التى يحفها سور مناسب الارتفاع تفصله بوابات ومداخل خاصة بأفراد الأمن لتدل الصورة من الخارج أن الوضع الأمنى فعلا على مايرام، وتقريبا هذا الحال فى غالبية المدارس الخاصة.
ريتا إلياس، مديرة المدرسة، وأمام عدسة «اليوم السابع» أكدت أن المدرسة بها ما يزيد عن 30 عاملا منهم حوالى 20 فردا مهمتهم الحفاظ على أمن المدرسة وتسجيل كل التحركات الأمنية فيها صباحا ومساء، وبسؤال أفراد الأمن عن الراتب الذى يتقاضونه مقابل خدمتهم أوضحوا أن راتبهم يبدأ من 900 جنيه إلى ألف و300 جنيه حسب شركة الكنانة التابعين لها.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)