نتيجة امتحانات 2011 Headline Animator

Save on your hotel - www.hotelscombined.com

sharing

الأربعاء، 27 فبراير 2013

فلسفة - الباب الثالث| مذاهب الجبرية والحرية عند المتكلمين



الدرس في شكل نص مقروء

فلسفة - الباب الثالث| مذاهب الجبرية والحرية عند المتكلمين
مذاهب الحرية عند الفلاسفة والمصلحين

الحرية من وجهة نظر الفلاسفة" "ابن رشد

"نبذة عن حياة بن رشد"

1- ولد سنة 520 هـ فى مدينة قرطبة بالأندلس فى المغرب العربى وتوفى سنة 595 هـ.

2- نشأ ابن رشد فى بيئة دينية وتولى منصب قاضى القضاة.

3- درس الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام والفلسفة اليونانية وتأثر بفلسفة أرسطو وقام بشرحها شرحاً وافياً ولقب بالشارح الأعظم.

4- من أهم إنجازات "ابن رشد" التوفيق بين الفلسفة والدين لتأثره بظروف حياته السابقة.

"ظروف عصره ومعالم فلسفته"

عاش ابن رشد فى العصر الذى هاجم فيه الإمام الغزالى الفلاسفة الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية بعنف وإتهمهم بالكفر والضلال والخروج عن أصول الدين الإسلامى وذلك فى كتابه "تهافت الفلاسفة" مما أدى إلى إصابة التفكير الفلسفى فى المشرق العربى بنكسة كبيرة.

ومن هنا حاول ابن رشد الدفاع عن الفلسفة وأن يعيد إليها مكانتها العقلية الراقية على أساس أن الفلسفة علما عقلياً خالصاً لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامى وذلك فى كتابه" تهافت التهافت" واصبح ابن رشد اشهر مدافع عن الفلسفة فى تاريخ الإسلام.

التوفيق بين الدين والفلسفة

وفق ابن رشد بين الفلسفة "الحكمة" والدين "الشرع" وذلك فى كتابه "فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من إتصال "حيث رأى أن هدف كل منهما واحد وهو البحث عن الحقيقة وهى : معرفة الله عز وجل وبذلك لا يوجد تعارض بين الفلسفة والدين.

وأن النظر العقلى ليس محظوراً من الشرع والشرع يحثنا على النظر العقلى أى التفلسف وطلب العلم.

موقف ابن رشد تجاه مشكلة الحرية

1- الإقرار مقدما بصعوبة المشكلة

يقر ابن رشد ويعترف بصعوبة مشكلة الحرية فى ظل تعاليم الدين الإسلامى والدليل على ذلك إختلاف آراء المتكلمين حول هذه المشكلة.

: إنتقد ابن رشد أراء المتكلمين كالآتى:

‌أ- نقد ابن رشد لجبرية "جهم":

‌ب- رأى بن رشد أنه إذا كان الإنسان مجبر فى كل افعاله وأن كل الأفعال تتم بمقتضى المشيئة والقدرة الإلهية كما قال "جهم" لسقطت المسئولية والتكليفات واصبح الإنسان مثل الجمادات وهذا غير صحيح.

‌ج- نقد ابن رشد لحرية "واصل"

‌د- رأى ابن رشد أنه إذا كان الإنسان حر يخلق أفعاله بحرية تامة حتى يصبح مسئولاً عنها كما قال "واصل" فهذا يدل على وجود خالق للإفعال غير الله وهذا غير صحيح.

‌ه- نقد ابن رشد للتوسط الأشعرى:

‌و- رأى ابن رشد أن الأشعرى فشل فى نظرية الكسب والتوفيق بين الجهمية والمعتزلة حيث أن التوسط ليس له وجود فى الحقيقة. وأن الفرق بين رغبة العبد وإختياره لفعل معين وتنفيذه لهذا الفعل لا يعنى أن الله خلق له هذا الفعل بالضرورة.

ورأى ابن رشد: على إفتراض أن الله خلق لنا الأفعال فكيف يحاسبنا الله فى الآخرة على أفعال من خلقه إن المسئولية على الإنسان يجب أن تكون كاملة غير منقوصة.

وجهة نظر "ابن رشد" التوفيقية فى الحرية

رغم نقد ابن رشد للتوسط الأشعرى إلا أنه وقف أيضاً موقفاً وسطاً فى حل مشكلة الجبر والإختيار ولكن بطريقة أكثر عقلانية ولذلك إختلف التوسط عند ابن رشد عن الأشعرى كالآتى:

‌أ- رأى ابن رشد أن أفعال الإنسان ليست جبرية تماماً وليست إختيارية تماماً لكنها تجمع بين الجبر والإختيار.

‌ب- ميزان ابن رشد بين عالمين – وهما:

1- عالم الإرادة الداخلى:

متروك أمره للإنسان يختار فيه ما شاء من أفعال بحرية تامة فى حدود الأسباب المقدرة سلفاً.

2- عالم الإرادة الخارجى:

عبارة عن الأسباب والعوائق والظروف التى قدرها الله على العباد جميعاً وهى تسير وفق نظام محكم ومقدر سلفاً وهذا ما يعرف بأسم القضاء والقدر عند ابن رشد.

‌ج- ربط ابن رشد بين ما يصدر عن عالمنا الداخلى من أفعال وعالم الأسباب والظروف الخارجية بقوله "إن أفعالنا لا تتم ولا تتواجد إلا بتوافقها مع الأسباب الخارجية".

رأى ابن رشد إن إرتباط عالم الإرادة الداخلى بعالم الإرادة الخارجى يحققان حرية الإنسان دون تعارض مع القضاء والقدر.

الحرية من وجه نظر المصلحين العرب" "محمد عبده

ظروف عصر ونشأة محمد عبده

1- نشأ الإمام محمد عبده فى مصر فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وتعلم بالأزهر واشترك فى ثورة عرابى وقبض عليه ونفى خارج البلاد ثلاث سنوات قضاها بين بيروت وباريس.

2- عندما عاد الإمام محمد عبده من المنفى وجهه إهتمامه لتطوير التعليم فى الأزهر. ودعا إلى الثورة ضد الإستعمار وتطوير المجتمع المصرى سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً ودينياً.

أثناء نفى محمد عبده خارج البلاد تعرف "بجمال الدين الأفغانى" وتأثر بدعوته إلى اليقظة الإسلامية واصدر معه مجلة العروة الوثقى والتى كتب فيها مقالاته الثورية حتى عاد إلى مصر.

تأثير دعوة الإمام محمد عبده الإصلاحية فى مصر

أثرت جهود الإمام محمد عبده ودعوته الإصلاحية للنهوض بالمجتمع المصرى فى الكثير من تلاميذه والذين حملوا لواء الإصلاح من بعده واصبحوا يمثلون مدارس إصلاحية متكاملة وهى:

1- المدرسة السياسية : بزعامة سعد زغلول.

2- المدرسة الإجتماعية: بزعامة قاسم أمين.

3- المدرسة الدينية: بزعامة مصطفى المراغى.

المدرسة الفلسفية: بزعامة مصطفى عبد الرازق.

وجهة نظر "محمد عبده" فى الحرية

1- الإنسان حر بشهادة العقل والشريعة

رأى الإمام محمد عبده أن العقل السليم يدرك بالبداهة دون الحاجة إلى دليل أو برهان أن الإنسان حر فى إختيار أفعاله لأن الإنسان يختار أفعاله بعقله ويقدر نتائجها بعقله ومن هنا تنسب الأفعال لصاحبها ويتحمل مسئولية نتائجها دون الحاجة إلى بحث أو نظر.

والشريعة الإسلامية:

قامت على مبدأ حرية الفرد لأنها جاءت بالأوامر والتكليفات التى تضمن حرية الفرد مثل: قوله تعالى "من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها".

حرية الإنسان ليست مطلقة

رأى الإمام محمد عبده أن حرية الإنسان ليست مطلقة وإنما محدودة ومتناهية وذلك بشهادة العقل أيضاً لأن الإنسان كم يختار من أفعال بحرية تامة ويشعر أن هناك إرادة أخرى أو قوة أخرى تحيط به وتحد من حريته وقدرته والحرية المطلقة تتحقق فقط فى الذات الآلهية.

حرية الإنسان ليست شركا بالله

إنتقد الإمام عبده كل من الجهمية والأشعرية فى إعتبارهم أن حرية الإنسان فى إختيار أفعاله شركاً بالله لكن يرى الإمام محمد عبده أن حرية الإنسان فى إختيار أفعاله ليست شركاً بالله.

وأن الشرك بالله معناه:

أن يعتقد الإنسان بوجود قوة أخرى تفوق قدرة الله سبحانه وتعالى

القضاء معناه أسبقية العلم الإلهى

القضاء والقدر عند محمد عبده لا يعنى الجبر والقهر والإلزام ولا يتعارض مع حرية الإنسان.

ولكن إتخذ مفهوم القضاء والقدر عند محمد عبده مفهوم جديد وهو أسبقية العلم الإلهى وأن الله يحيط علما مسبقاً بما يصدر عن الإنسان من أفعال وأن العلم الإلهى لا يحول دون حرية الإنسان لأن كل ما يدخل فى علم الله يتحقق بالضرورة.

التوكل ليس جبرية وإستكانة وإنما ثقة بالله

التوكل لا يعنى الجبر والقهر والإلزام والجمود والقعود عن العمل ولكن معناه الثقة بالله فى السعى للعمل وفقاً للعقل وأراد الإمام محمد عبده من ذلك أن يستنهض المسلمين من أجل السعى للعمل والبحث عن الرزق وترك الخمول والكسل تحت شعار الدين وأنهم فهموا حديث الرسول (ص) "لو أن تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير فى السماء تغدوا خماصا وتروح بطانا". فهما خاطئاً مما أدى إلى تواكلهم وعدم السعى للعمل وإذا كانت الغريزة هى التى تدفع الطير إلى السعى والبحث عن الرزق فإن العقل والإرادة الحرة هى التى تدفع الإنسان إلى السعى والبحث عن الرزق.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق