التاريخ - الباب السابع| أثر الوجود الفرنسي في مصر
الدرس في شكل نص مقروء
التاريخ - الباب السابع| أثر الوجود الفرنسي في مصر
أثر الوجود الفرنسي في مصر
لم تكن الحملة الفرنسية مجرد حملة عسكرية للغزو والاحتلال بل كانت حملة تهدف إلي إدخال مظاهر المدنية الحديثة في مصر ويتضح هذا من مجموعة العلماء الذين صحبوا الحملة.
أولا: الآثار السياسية – دواوين الحكم
• رأي نابليون أن خير وسيلة لمعرفة المجتمع المصري هي الاتصال المباشر بطبقة الأعيان والعلماء لما لهم من نفوذ.
• ومن خلالهم يستطيع تقرير ما يراه من أمور وسياسات ومن هنا كانت فكرة الدواوين.
ديوان القاهرة:
• يتكون من 9 أعضاء من المشايخ والوجهاء لبحث أحوال العاصمة.
دواوين الأقاليم:
• هو ديوان في كل مديرية ويتألف من 7 أعضاء ويقوم بـ
النظر في المصالح والشكاوي.
منع المشاحنات بين القرى.
جباية الأموال والضرائب المقررة من الأهالي.
الديوان العام:
• يمثل سلطة مركزية عليا كوّنه نابليون من ديوان القاهرة ودواوين الأقاليم.
• ويتكون من 9 أعضاء عن كل مديرية ( 3 من العلماء ، 3 من التجار و 3 من مشايخ القرى ورؤساء العربان )
• ويرأسه الشيخ عبد الله الشرقاوي الذي تم اختياره بالاقتراع السري.
أهداف الديوان العام
• تدريب الأعيان علي نظام مجالس الشورى من حيث الاستشارة وتلقي الآراء فيما يعود علي الأهالي بالنفع في مجالات القضاء والمواريث والملكية والضرائب.
تطوير تنظيم الديوان العام
أثناء ثورة القاهرة الأولي عطل نابليون الديوان العام ، وبعد انتهاء الثورة تم تقسيمه إلي:
الديوان العمومي:
يتكون من 60 عضوا يختارهم الفرنسيون بالتعيين من الأعيان والمشايخ والعلماء والعسكر والتجار والصناع والأقباط والأجانب ويختارون رئيس الديوان من بينهم.
الديوان الخصوصي:
يتكون من 14 عضوا تم انتخابهم من الديوان العمومي، يجتمع يوميا للنظر في مصالح الناس.
في أيام مينو قام بدمج الديوانين في ديوان واحد وجعل لـه اختصاصات واضحة في القضاء.
ثانيا: الآثار الاقتصادية والاجتماعية
بم تفسر: لم يتمكن نابليون أو كليبر من تنفيذ سياسات اقتصادية واجتماعية؟
بسبب عدم استقرار أحوال الحملة في مصر أيام حكمهما من حيث ثورات المصريين ومطاردة المماليك ومواجهة الإنجليز والعثمانيين.
الإصلاحات التي تمت في عهد مينو:
المشروع العظيم:
هذا المشروع خطط له مينو 1801 لجعل مصر مستعمرة فرنسية ،ومن أهم مبادئه:
1. المساواة بين المصريين في دفع الضرائب.
2. حرمان الملتزمين من ممارسة شئون القضاء والإدارة.
3. إلغاء كافة الضرائب التي ابتكرها الملتزمون والمماليك مثل الميري والفايض.
4. تحديد ضريبة واحدة للأراضي الزراعية حسب الجودة ( لذلك ألّف لجنة لمسح الأراضي لمعرفة الحيازة وتحديد الجودة ).
5. تحرير الفلاحين من جميع القيود المالية والقضائية.
6. واعتبارهم ملاكا للأراضي( مادة 14 ,15 ) ويزرعون ما يشاءون (مادة 26 )
فشل هذا المشروع بسبب جلاء الحملة 1801.
1- الزراعــــــــة:
درس علماء الحملة مجري النيل وفحصوا القنوات والجسور.
تخصيص بعض الأراضي الزراعية لإنتاج الغلات التي تحتاجها فرنسا.
إجراء التجارب لزراعة البن وقصب السكر.
إنشاء حديقة لزراعة النباتات المجلوبة من فرنسا ( الخوخ – المشمش – التفاح )
الاهتمام بزراعة الأرز والقمح والذرة.
2- الصناعـــــــة:
اقترح إنشاء مصنع للنسيج لا يضم عمالا مصريين حتى لا تتسرب أسرار الصناعة إليهم .
لذلك استقدم عمالا من فرنسا لصناعة الحدادة والدباغة وحروف الطباعة والنسيج والساعات.
أنشأ طواحين هواء.
إصلاح دار الصناعة ( ترسانة الجيزة ) التي أنشأها مراد بك بالجيزة.
3- التجــــــارة:
اهتم مينو بإحياء التجارة التي ركدت بسبب حصار الإنجليز للشواطئ المصرية ووجود الجيش العثماني في سوريا ، لذلك :
فتح أسواقا لمصر في بلاد البحر الأحمر حيث صارت المراكب بين جدة وينبع والسويس محملة بالأنسجة القطنية والشيلان الصوفية والحرائر والبن .
وكان نابليون أول من بدأ سياسات التفاهم مع شريف مكة.
كما عمل على إقامة علاقات مع سنار ودار فور في السودان والحبشة وبلدان شمال أفريقيا.
4- الصحـــــة العـــامة:
تم إنشاء محاجر صحية في القاهرة والإسكندرية ودمياط ورشيد وأنشأ مستشفي عسكري.
5- القضــــــاء:
بعد عودة نابليون من عكا جعل القضاء في يد العلماء المصريين بالانتخاب.
وحدد رسوم التقاضي بواقع 2% من قيمة المتنازع عليه.
أما في عهد مينو: تقرر رفض مبدأ الدية وترك الأمر للقضاء والخضوع لأحكامه.
وقرر مينو إنشاء محكمة لكل طائفة من القبط والشوام والأروام واليهود.
الضرائب
تحددت ضريبة التركات والأموال المنقولة بمقدار 5%.
وألزم الجميع بما في ذلك الفرنسيين بدفع الضرائب العامة للخزينة وتوحيد الضرائب كلها في ضريبة الأرض الزراعية.
ثالثا: الآثار الفكرية العلمية
جاءت الحملة الفرنسية ومعها حوالي 146 عالما في كافة التخصصات.
المجمع العلمي:
أقامه نابليون واختار أعضاءه من صفوة علماء الحملة في مختلف التخصصات ومجموعة من كبار القادة والضباط العسكريين الذين لهم خبرة في العلوم.
أقامه نابليون علي غرار المجمع العلمي الفرنسي في باريس.
يتكون من 4 أقسام في كل قسم 12 عضوا
( قسم للرياضيات – قسم للطبيعيات – قسم للاقتصاد السياسي – قسم للآداب والفنون ).
أهدافـــــــــه
العمل علي تقدم العلوم والمعارف في مصر.
دراسة المسائل الطبيعية والصناعية والتاريخية ونشرها.
إبداء الرأي العلمي للحكومة في المسائل التي تستشيره فيها(ربط السياسة بالعلم).
وقد تمكن المجمع العلمي من: ( أعمال المجمع العلمي )
1- إقامة مطبعة عربية وأخرى فرنسية.
2- إنشاء جريدتين إحداهما سياسية ( الجوانب المصرية ) والأخرى اقتصادية ( العشرية المصرية ) وتصدر كل 10 أيام .
3- أنشأ مينو جريدة التنبيه باللغة العربية لنشر الأوامر والقرارات الإدارية لتوضيح أغراض الحكومة وتحذير الناس من الاستماع لأصحاب الميول المعادية للفرنسيين.
الأعمال الكبرى التي قام بها العلماء الحملة
1- دراسة مشروع توصيل البحرين الأحمر بالمتوسط ولكن لم تستمر لخطأ في حسابات مستوي البحرين.
2- جمع معلومات ضخمة عن مصر في مختلف المجالات في كتاب وصف مصر.
3- العثور علي حجر رشيد ونجاح شامبليون في فك رموز اللغة المصرية القديمة مما ساعد علي دراسة التاريخ المصري القديم والحضارة الفرعونية.
أثبت صحة العبارة الآتية:
الحملة الفرنسية كانت صدمة حضارية ثقافية ...
1- لقد كان المجمع العلمي نافذة أطل منها المصريون علي التقدم الأوروبي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
2- كما أن فكرة الدواوين نبهت المصريين إلي فكرة المشاركة في الحكم بديلا عن فكرة الحكم المطلق المستبد.
3- كما أن الحياة الاجتماعية للفرنسيين نبهت الأذهان إلي وجود أنماط من الحياة والعلاقات في أوروبا تختلف عن تقاليد المجتمع الشرقي وبالتالي بدء محاكاة الفرنسيين اجتماعيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق