علم النفس - الباب الخامس| الشخصية والاتجاهات
- علم النفس - الباب الخامس| الذهانية و السواء
- علم النفس - الباب الخامس| الانبساطى العصابى
- علم النفس - الباب الخامس| الشخصية وفق نتائج (أيزنك )
- علم النفس - الباب الخامس| الملاحظة و القياس
- علم النفس - الباب الخامس| الدراسة العلمية للشخصية
- علم النفس - الباب الخامس| الأنا الأعلى
- علم النفس - الباب الخامس| نظريات الشخصية
- علم النفس - الباب الخامس| الشخصية و الاتجاهات
الدرس في شكل نص مقروء
علم النفس - الباب الخامس| الشخصية والاتجاهات
الموضوع الأول : الشخصية والاتجاهات
• الواقع أن بعض الأشخاص قد يرى أن (الشخصية هي الانطباع الذي تتركه في الآخرين)، إلا أن هذا الأمر غير صحيح ، لأن الشخص الواحد قد يترك انطباعات عديدة عند الناس، ولهذا من الأفضل أن يكون فهمنا للشخصية قائمًا على ما يكون عليه الشخص حقيقة..
• تعريف الشخصية :
هي ذلك التنظيم الدينامي داخل الفرد لتلك النظم النفسية والعضوية التي تحدد أسلوبه الفريد في التوافق مع بيئته.
• نظريات الشخصية:
- نظرية فرويد: قد ذُكر في التعريف السابق ما يسمى بـ (النظم) والسؤال : ما هي هذه النظم التي تعمل داخل الفرد وتحدد توافقه عند فرويد؟
يرى فرويد أن الشخصية تتكون من ثلاثة نظم يطلق عليها اسم الهو id والأنا ego والأنا الأعلى super ego ، وهي نظم نفسية متصوَّرة، أي لا تحتل مكانًا في أجسامنا كالقلب والكبد مثلاً.
نظم الشخصية:
الـهو:
1) هي ذلك المكوِّن الذي يحتوي على الغرائز والشهوات والأفكار المكبوتة، تلك الأفكار التي هي في طبيعتنا الأساسية ولم يهذبها تعليم أو حضارة.
2) والتي تضغط دائمًا طالبة إشباعًا فوريًّا، دون اعتبار لقواعد أو معايير أخلاقية، فالمبدأ الذي يحكمها هو اللذة فقط.
3) كما يستمد (الهو) طاقته من الاحتياجات البدنية [ كنقص الطعام/ أو الجنس] والتي تتحول إلى طاقة نفسية ضاغطة.. وعن مكان هذا النظام يوجد في منطقة اللاشعور كما يشير (فرويد).
الأنـا:
والذي يطلق عليه اسم (الجهاز الإداري للشخصية) ، والذي يعمل على تحقيق رغبات الهو، ولكن وفقًا للعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع.. لذا يحكم (الأنا) مبدأ الواقع.
الأنا الأعلى:
والتي تتمثل في (المثل العليا والقيم والأخلاق) ويتكون الأنا الأعلى من نظامين:
الأول: هو الأنا المثالي: الذي يدفع الشخصية لتبني المثل العليا والمعايير الرفيعة.
الثاني: هو الضمير:
1- والذي يُمثل ذلك الشعور العميق المؤنب والمعاقب، الذي يأتينا عندما نرتكب الأخطاء ، ويلومنا على تلك الأخطاء.
2- والأنا الأعلى غير واقعي، مثله في ذلك مثل الهو، فبينما الهو يحاول الحصول على إشباعات غير واقعية للغرائز، نجد على الناحية الأخرى الأنا الأعلى التي تحاول منع الغرائز تمامًا.
3- ولكن في أثناء ذلك الوقت نجد الأنا الذي يحاول أن يحدث التوازن بين النظم الثلاثة، مما يجعل الشخصية متزنة سويّة لا تعاني من اضطرابات، ولكن العكس تمامًا عندما يسيطر أحد هذه النظم الثلاثة على بقية النظم.
الدراسة العلمية للشخصية:
فالدراسة العلمية تبدأ مع تحديد ظاهرة قابلة للملاحظة عن طريق أدوات مقننة، وإجراء تجارب مختلفة، وتحليل بيانات، للوصول إلى نتائج تُعبر عن حقائق علمية حول الموضوع الذي نقوم بدراسته.. مثل موضوع (الشخصية).
الشخصية مفهوم مجرد:
1) الواقع أن الشخصية مفهوم مجرد، مثل (الذكاء، والجاذبية الأرضية) ، ورغم أن هذه الظواهر لا تقبل الملاحظة المباشرة، ولكن يمكن أن نستدل عليها .. فنحن على سبيل المثال نلاحظ سقوط الأجسام نحو الأرض لنستدل على الجاذبية، أو قدرة الأفراد على حل المشكلات وحل الأسئلة المختلفة لنستدل على ذكائهم.
2) والشيء بالشيء يُذكر أنه طالما نتحدث عن الشخصية، إذن يمكن أن نستدل عليها من خلال صفات الناس المختلفة، أي سماتهم في المواقف المختلفة، وكيف يسلكون ويتصرفون.
• الملاحظة والقياس:
(1) قام الباحثون الثلاثة (جيلفورد/ كاتل/ أيزنك) بتصميم مجموعة من الأدوات لقياس الشخصية، وكانت تتضمن العديد من الأسئلة حول صفات الشخص، ومن أمثلتها:
1- هل تميل إلى المخاطرة؟
2- هل تغضب إذا ذكر أحد أصدقائك نكتة عليك ؟
3- هل تخاف من الأماكن المظلمة؟
(2) كما يقوم كل باحث بحساب ثبات وصدق كل هذه الأقيسة والأدوات ليطمئن إلى صحة النتائج.
العيّـنات:
حيث قام كل باحث منهم باختيار عينة كبيرة من الأفراد ليطبق عليهم الاختبارات.. ليخرج بسمات وصفات كل منهم ، وأوجه الاتفاق والاختلاف في هذه السمات بين كل منهم.
التجربة:
كما أعد الباحثون مواقف مضبوطة لا تسمح بتدخل أية عوامل غير متوقعة أثناء إجابة المفحوصين، بحيث تمكن كل فرد من التعبير عن نفسه بكل دقة، دون أن يتأثر بغيره.
التحليل الإحصائي:
حيث استخدم الباحثون أساليب إحصائية متعددة للخروج بنتائج دقيقة، بعد أن تم التجريب مرات عديدة للتأكد من صحة النتائج.
ما الذي أدّى إليه هذا المنهج التجريبي؟
كان هذا هو الأسلوب الذي اتبعه العلماء الثلاثة، كلٌّ منهم مستقلٌّ عن الآخر، مستخدمًا كلاً منهم تعبيرات مختلفة عن الآخر في صياغة النتائج، ورغم هذه الفروق إلا أن نتائجهم متقاربة، لذا سنكتفي بعرض نتائج أحد هؤلاء العلماء عن الشخصية، ولكن يا ترى مَن هو هذا العالِم ؟!
الشخصية وفق نتائج (أيزنك)
- ويشير (أيزنك) أن الاختلافات بين الأشخاص اختلافات كميّة وليست كيفية، أي اختلافات في الدرجة وليس في النوع.. فعلى سبيل المثال: بُعدَي الانبساط والانطواء.. حيث نجد شخصًا منبسطًا وآخر أقل انبساطًا ، وثالثًا أقل انبساطًا من الثاني..وهكذا ، إلى أن نجد شخصًا منطويًّا وآخر أكثر انطواءً .. وهكذا في كل أبعاد الشخصية، لتكون الأبعاد بهذا المعنى تشبه المسطرة، وكل شخص يحتل نقطة معينة على هذه المسطرة. [ صورة شخص يضحك وآخر عابس الوجه]
- توصّل (أيزنك) إلى ثلاثة أبعاد للشخصية:
البعد الأول: هو الانبساط.. مقابل الانطواء.
البعد الثاني: العصابية.. مقابل الاتزان الوجداني.
البعد الثالث: الذهانية.. مقابل السواء.
كيف يمكننا أن نصف الشخص على البعدين معًا ؟ (الأنماط النموذجية)
أولاً : الانبساطي العصابي، وصفاته كالآتي:
1- هو شخص ميال لإظهار أعراض هستيرية.
2- طاقته ضعيفة، واهتماماته محدودة.
3- غير ناجح مهنيًّا.
4- يعاني من توهم الأمراض.
5- وبعض اضطرابات الكلام كالتهتهة.
6- قليل المثابرة.
7- سريع الأداء وقليل الدقة.
8- طموحه منخفض.
9- ميال للمبالغة في إنجازه.
10- ميال للنكت والفكاهة.
ثانيًا: الانطوائي العصابي، وصفاته:
1- الشعور بالقلق والاكتئاب والوساوس القهرية.
2- يتصف بقدر من البلادة، ويسهل إيذاء مشاعره، وغير مرن في سلوكه.
3- عصبي المزاج، ولديه إحساس بالنقص، مع شعور بالأرق.
4- يفضل الابتعاد عن الأضواء والمواقف الاجتماعية، وكثيرًا ما يستغرق في أحلام اليقظة.
5- ولكنه رغم ذلك كله إلا أنه مثابر، ويتميز بالدقة، ولكنه بطيء الأداء، كما أنه طموح وإن كان يقلل من إنجازاته الشخصية.
ثالثًا: الذهانية والسواء:
ويصف (أيزنك) الذهانية بأنها ”حالة من الاستعداد للمرض العقلي“، وصفاتها:
1- ضعف التركيز والذاكرة.
2- الميل للقراءة ببطء.
3- منخفض الطموح، والعكس عند الأسوياء.
4- منخفض الطلاقة.
5- يقدرون المسافات تقديرًا مبالغًا.
س: كيف يصنّف «أيزنك» الناس؟
1) أغلب الناس أو ثلثا المجتمع تقريبًا يقعون حول المنتصف بين الانطواء والانبساط والعصابية والاتزان.
2) في حين يقع الثلث بالتدريج نحو الأطراف.
ملحوظة :
هذا وقد أثبتت نتائج أبحاث (أيزنك) أنه ترجع سمات الشخصية من انبساط أو انطواء أو عصاب إلى الوراثة، والمتمثلة في درجة قابلية (الجهاز العصبي المستقل) للاستثارة، فبعض الناس بحكم تكوينهم لديهم استعداد لأن يستجيب بقوة لأي منبّه، بينما أفراد آخرين لديهم الاستعداد بدرجة أقل.
كيف نستفيد من هذه الحقائق ؟
أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فالانبساطيين اجتماعيين مرحين.. إذن من الممكن أن يكون بائعًا ناجحًا.. أما الانطوائي فإنه مثابر دقيق الملاحظة.. إذن من الممكن أن يكون فنيًّا على جهاز رادار يراقب نقاطًا صغيرة ودقيقة على الشاشة وبشكل دقيق وناجح جدًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق