اللغة العربية - قصة الأيام| سهام القدر
الدرس في شكل نص مقروء
اللغة العربية - قصة الأيام| سهام القدر
الفتى يذوق الألم عندما يفتقد أخته المرحة بعدما اختطفها الموت ، وهي في الرابعة ، والفتى يرى أن الإهمال سبب موتها مثلما كان سبباً في فقده بصره وهو صغير .
منذ ذلك اليوم اتصلت الأواصر بين الحزن وبين هذه الأسرة. فما هي إلا أشهر حتى فقد الشيخ أباه الهرم. وما هي إلا أشهر أخرى حتى فقدت أمّ الصبي أمّها الفانية.
وجاء اليوم المنكر الذي لم تعرف الأسرة يوما مثله ، والذي طبع حياتها بطابع من الحزن لم يفارقها ، والذي ابيضّ له شعر الأبوين جميعا ، والذي قضى على هذه الأم أن تلبس السواد إلى آخر أيامها ، وألا تذوق للفرح طعما ، ولا تضحك إلاّ بكت إثر ضحكها ، ولا تنام حتى تريق بعض الدموع كان هذا اليوم يوم 21 أغسطس من سنة 1902 حينما توفي شقيق طه بالكوليرا.
ومن ذلك اليوم عرف الصبي الأحلام المروعة , فقد كانت علة أخيه تتمثل له في كل ليلة .
اللغويات
فاترة : أي مملة - تسبغ : أي تضفي - بوادر : بشائر ، علامات م بادرة - يبلّ من المرض : يُشَفى منه - شبحاً مخيفاً: خيال الموت ج أَشباح و شُبوح - لذع : مرارة - واجمة : عابسة - مُطرِقة ، ساكتة حُزْناً - مبهوتة : مندهشة - تحدق : تدقق النظر - تتضرع : تدعو ، تبتهل - الثُّكل : فقد الحبيب - جزع : انعدام الصبر × الصبر - تولول : تدعو بالويل - تخمش : تجرح - تصك صدرها : تضربه بقوة - نُكر : أي كره وصعوبة - وارى ابنته التراب : دفنها - الأواصر : الصلات و الروابط م الآصرة - الشيخ الهرم : أي الذي بلغ أقصى الكبر - يقفو : يتبع - اللاذع : المؤلم ، المحرق - موتاً ذريعاً : أي سريعاً شنيعاً - النازلة : المصيبة الشديدة ج نازِلات ، نوازِل - وطأة الوباء : شدة المرض - الدِّهْليز : المدخل بين الباب و وسط الدار (ج) الدهاليز - خليقاً : جديراُ ، مستحقاً - الحشرجة : تردد النفس في الحلق عند الموت - بعد لأى : بعد مشقة - يتضوّر : يتلوي ، يتألم - الأنة : الآهة - وَهِي جَلَدُها : ضعف صبرها - لثاماً : أي غطاء ج لثم - أطوار : مراحل م طور - لماماً : قليلاً .
س1 : كيف كان الصبي (طه) يقضّي أيامه ؟
بين البيت والكتَّاب والمحكمة والمسجد وبيت المفتش ومجالس العلماء وحلقات الذكر ، لا هي بالحلوة ولا هي بالمرَّة ، ولكنها تحلو حينا وتمر حينا آخر ، وتمضي فيما بين ذلك فاترة سخيفة.
س2 : لنساء القرى فلسفة آثمة في التعامل مع أطفالهن الذين يشكون من مرض ما . وضح .
الفلسفة الآثمة : إذا اشتكى طفل فنادراً ما تعنى به أمه وخاصة إذا كانت الأسرة كبيرة العدد و الأم كثيرة العمل ، إنما تتركه كي يشفى بنفسه ، ولا تذهب به إلى طبيب ، وإذا عالجته فتعالجه بعلم النساء في الريف (الوصفات البلدية) .
س3 : متى عرف الصبي الألم الحقيقي ؟ وما الذي اكتشفه عندئذ ؟
عرفه عندما فقد أخته الصغرى بالموت .
واكتشف أن تلك الآلام التي كان يشقي بها لم تكن شيئا .
س4 : بمَ وصف الصبي أخته ؟ وبم وصف طفولتها ؟
وصف الصبي أخته بأنها : خفيفة الروح - طلقة الوجه - فصيحة اللسان - عذبة الحديث - قوية الخيال .
وصف طفولتها بأنها : طفولة لهو وعبث ، تجلس إلى الحائط فتتحدث إليه كما تتحدث أمها إلى زائرتها ، وتبعث في كل اللعب التي كانت بين يديها روحا قويا وتسبغ (تضفي)عليها شخصية. فهذه اللعبة امرأة وهذه اللعبة رجل ، وهذه اللعبة فتى ، وهذه اللعبة فتاة ، والطفلة بين هؤلاء الأشخاص جميعا تذهب وتجيء ، وتصل بينها الأحاديث مرة في لهو وعبث ، وأخرى في غيظ وغضب ، ومرة ثالثة في هدوء واطمئنان.
س5 : لمَ عدّ طه حسين شقيقته ضحية الإهمال ؟
عدّ طه حسين شقيقته ضحية الإهمال ؛ لأن أحداً لم يهتم بها عندما ظهرت أعراض المرض عليها وظلت محمومة أياماً ، ولم يستدعِ أحد الطبيب لعلاجها .
س6 : (حتى إذا كان عصر اليوم الرابع وقف هذا كله فجأة . وقف وعرفت أم الصبي أن شبحاً مخيفاً يحلق على هذه الدار ..) ما الشبح المخيف المقصود ؟
الشبح المخيف هو شبح الموت الذي اختطف شقيقته .
س7 : ما الذي كان يفعله الشيخ والأم كلما ازداد صراخ الطفلة ؟
الشيخ كان يأخذه الضعف الذي يأخذ الرجال في مثل هذه الحال ، فينصرف مهمهما بصلوات وآيات من القرآن يتوسل (يستنجد) بها إلى الله.
أما الأم فكانت جالسة واجمة تحدق في ابنتها وتسقيها ألوانا من الدواء .
س8 : ( عاد الشيخ إلى داره مع الظهر وقد وارى ابنته في التراب... منذ ذلك اليوم اتصلت الأواصر بين الحزن وبين هذه الأسرة ...) ماذا قصد الكاتب بهذه الأواصر ؟
قصد الكاتب بهذه الأواصر استمرار الأحزان في البيت فقد خطف الموت بعد ذلك أباه الهرم (شديد الكبر) ، وما هي إلا أشهر أخرى حتى فقدت أمّ الصبي أمّها الفانية (الهالكة)، ثم كانت الكارثة بفقد ابنها بداء الكوليرا .
س9 : ما اليوم الذي طبع الأسرة بطابع الحزن الدائم ؟
كان هذا اليوم يوم الخميس 21 أغسطس من سنة 1902 عندما اختطف الموت ابنهم الذي كان يدرس بمدرسة الطب بعد إصابته بمرض الكوليرا .
س10 : ما الذي تعوّد عليه الشيخ و أسرته عند كل غذاء و عشاء ؟
تعوّد الشيخ ألاَّ يجلس إلى غدائه ولا إلى عشائه حتى يذكر ابنه ويبكيه ساعة أو بعض ساعة ، وأمامه امرأته تعينه على البكاء ، ومن حوله أبناؤه وبناته يحاولون تعزية هذين الأبوين فلا يبلغون منهما شيئا فيجهشون جميعا بالبكاء.من ذلك اليوم تعودت هذه الأسرة أن تعبر النيل إلى مقر الموتى من حين إلى حين ، وكانت من قبل ذلك تعيب الذين يزورون الموتى.
س11: متى تغيّرت نفسية الصبي ؟ وما مظاهر ذلك التغيُّر ؟
تغيّرت نفسية الصبي منذ فقد شقيقه .
مظاهر ذلك التغيُّر : تغيرت نفسية صبينا تغيرا تاما. عرف الله حقًّا وحرص على أن يتقرب إليه بكل ألوان التقريب: بالصدقة وبالصلاة حينًا آخر وبتلاوة القرآن مرة ثالثة.
س12 : كيف فكّر الصبي في الإحسان إلي أخيه الشاب بعد وفاته ؟
وذلك بأن يحط (يلق ويبعد)عن أخيه بعض السيئات ، فكان يصوم ويصلي و له و لأخيه، وكان يقرأ سورة الإخلاص آلاف المرات ثم يهب ذلك كله لأخيه .
س13 : ما سبب الأحلام المروعة التي كانت تأتي لهذا الصبي (طه) ؟ ومتى قلت ؟
سببها : مرض أخيه الذي كان يتمثل له في كل ليلة ، واستمر ذلك أعوامًا. ثم تقدمت به السن وعمل فيه الأزهر عمله ، فأخذت علة أخيه تتمثل له من حين إلى حين .
س14 : من اللذان ظل طه حسين يتذكرهما دائماً ؟ ومن الذي كانت ذكراه تأتيه قليلاً ؟
اللذان ظل طه حسين يتذكرهما دائماً : أمه وهذا الأخ الذي مات بالكوليرا .
أما الذي كانت ذكراه تأتيه قليلاً فكان أباه الشيخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق