مظاهر النمو الجسمي
أولاً: مظاهر النمو الجسمي
◄ النضج الجنسي :
1) يلعب "المهاد المخي" .. والذي يقع في وسط الدماغ دوراً هاماً في التغيرات الهرمونية المسئولة عن البلوغ لدى المراهق ، وذلك من خلال هرمونات "الغدة النخامية" والتي تفرز نوعين من الهرمونات : (هرمونات النمو / الهرمونات الجنسية).
2) وتبدأ علامات البلوغ لدى الإناث في مدى يتراوح ما بين 12 – 16 سنة ، في حين الذكور ما بين 13 – 17 سنة .. أي أن البلوغ يبدأ وينتهي مبكراً عند الإناث.
3) والتربية الجنسية السوية تلعب دوراً هاماً في توقع التغيرات الجنسية قبل حدوثها ، مما يقي المراهق من الوقوع في القلق ، ليتقبل علامات النضج الجنسي ويسعى لتحقيق مكانة اجتماعية ودور ملائم لجنسه.
4) والواقع أن التربية السليمة تجعل المراهق يُحسن التحكم في التعبير عن مشاعره نحو الجنس الآخر وفقاً لتقاليد المجتمع.
التغيرات في حجم الجسم:
وتحدث في هذه الفترة (وهي فترة البلوغ) طفرة في النمو الجسمي من حيث الطول والوزن ، فيزيد الطول ما بين 10 – 15سم ، والوزن ما بين 5 – 10كجم.
◄ الفروق الفرديـــــة:
1) توجد فروق بين الأفراد في أوقات البداية أو النهاية لاكتمال النضج الجنسي والجسمي ، فبعض الأفراد يبدأ نضجه مبكراً ، بينما البعض الآخر يبدأ متأخراً.
2) وقد يترتب على هذه الفروق في النمو مشكلات نفسية واجتماعية نتيجة عدم الوعي بوجود فروق فرديَّة .. لذا على الشخص أن يتقبل نفسه كما هي ، ولا يقارن نفسه بغيره ، وذلك لأن نمو كل فرد تحدده عوامل وراثية وبيئية لا يمكن السيطرة عليها ، لأنها خارج إرادة الإنسان.
ثانياً: النمو والارتقاء العقلي
1) يطلق (بياجيه) على هذه المرحلة اسم مرحلة (العمليات الصورية) وتمتد ما بين 11 – 15سنة ، كما تعد هذه المرحلة هي المرحلة النهائية للارتقاء العقلي.
2) ومن أهم ما تتسم به هذه المرحلة هو الطابع المنطقي والتفكير التجريدي.
3) وفي هذه الفترة يستطيع المراهق أن يحفظ ويتذكر بقدرات تفوق المراحل السابقة ، مع الوضع في الاعتبار أن ذلك التذكر قائم على المنطق والفهم.
4) كما تتسع قدرة المراهق على التخيل لدرجة أنَّه قد ينغمر في أحلام اليقظة بدرجة زائدة.
5) ويستطيع المراهق عن طريق التفكير المجرد حل المشكلات ، ولكن الذي يعوقه بعض الشيء هو ضعف خبراته ، وليس ضعف قدراته.
ثالثاً: النمو والارتقاء الاجتماعي
◄ التفكير الصوري: يستطيع المراهق بفضل التفكير الصوري أن يعبر عن أفكاره بعدد قليل من الرموز المجردة مثل (الولاء / الوطنية / العدالة).
◄ النظرة المثالية: يتسم المراهق في بداية المرحلة بقبول أفكار مثالية لا تتفق مع الواقع .. فهو يتصور الأسرة المثالية ، والسلوك الديني المثالي ، والمجتمع المثالي. بل أنَّه يتبنى فلسفة مثالية للحياة.
◄ التمرد على السلطة: يتسم المراهق في هذه المرحلة بالتمرد ضدّ الراشدين
(آباء / معلمين) ، وقد فسر البعض خطأ هذا التمرد على أنَّه نوع من الصراع بين الأجيال ومحاولة المراهق الشعور بالاستقلال. وقد ثبت خطأ هذا الرأي .. حيث إن معظم المراهقين في هذه الفترة يتحقَّق لهم درجة كبيرة من الاستقلال مما يجعل حاجتهم لمقاومة التبعية للراشدين ضئيلة .. بل أنهم يتخذون من الراشدين نماذج يحتذي بها أو يقتدون بها .. فالآباء المتدينون يلتزم أبناءهم بالسلوك الديني غالباً ولكن بطريقة مثالية ومتطرفة ومن هنا يأتي التمرد والذي سببه هو نظرة المراهق للأمور بشكل مثالي.
◄ الحاجة إلى الحب والتقبل: يحتاج المراهق إلى الحب والتقبل أكثر من حاجته إلى الثواب والعقاب فإن مشاعر الحب والتقبل تجعله يشعر بالانتماء والرضا.
◄ الخجــــــــل: على الرغم أن بعض المراهقين قد يبدو عليهم بعض الخجل من مظاهر التغير الجسمي (الأصوات / وملامحهم الخارجية) ، إلا أنَّه تزداد مع الأيام مهارتهم الاجتماعية التي تتمثل في عمل الصداقات – والتعاطف مع مشاعر الآخرين – والقيام بأدوار قريبة من الراشدين في التعامل مع الآخرين.
◄ التخطيط للمستقبل: وهنا يبدأ المراهق في التخطيط لمستقبله المهني ، والقيام بأنماط من السلوك الملائم لجنسه ، مثل (السلوك القيادي والإقدام على المخاطرة لدى الذكور / والرقة والمجاملة لدى الإناث).
◄ التوافق الشخصي والاجتماعي: بما أنَّه لكل شيء نهاية فإن المراهق في نهاية هذه المرحلة نجده قد استطاع أن يحقق قدراً كبيراً من التوافق الشخصي والاجتماعي وأصبح أكثر استعداداً لتحمل المسئولية.
رابعاً: النمو الانفعالي
1) نظراً لما يعتري المراهق في بداية المراهقة من تغيرات جسمية شديدة فإن انفعالاته تكون في البداية شديدة أيضاً.
2) ونتيجة تتابع التغيرات الجسمية التي تحدث للمراهق ، يشعر بالتالي بالخجل الشَّديد بالإضافة إلى الانطواء والإسراف في أحلام اليقظة والشعور بالذنب إلا أن مساعدة الوالدين في هذه الفترة الحرجة تؤدي إلى زيادة الاتزان الوجداني لديه.
3) وبمرور الأيام يتحول المراهق نحو مزيد من الاتزان الانفعالي حيث يتحول
◄ من شخص لا يتحمل الإحباط إلى شخص يتحمل الإحباط ويثابر حتّى يتحقَّق النجاح.
◄ من شخص سريع الانفعال إلى شخص يتحكم في انفعالاته.
◄ يصبح أكثر واقعية.
◄ يتحول من الأنانية إلى التعاون مع الآخرين.
◄ من شخص متطرف في انفعالاته لا يرى غير الأبيض أو الأسود إلى شخص يرى بدرجات من الأفعال والسلوك.
◄ ومن شخص لا يثق في نفسه إلى شخص يثق في نفسه.
4) وأخيراً نقول .. إن المناخ الأسري الذي يسوده جو من الحب والرعاية يساعد ذلك على اكتمال النضج الانفعالي – في حين افتقاد المراهق لهذا المناخ الأسري الدافئ يعرضه لاضطرابات انفعالية تتفاوت في درجة شدتها.
02 قوانين النمو و الارتقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق